أن تحلم بمستقبل أفضل لك وتحاول تحقيق هذا الحلم هو حق مشروع لا يستطيع أي أحد أن يمنعك منه، ولكن تظل المشكلة في كيفية التحقيق، ولكن؛ ماذا إذا تكلمنا عمن يحلم بمستقبل أفضل، ليس له، وإنما للعالم أجمع! يحلم بشيء قد لا نراه سوى في أفلام الخيال العلمي، وننبهر، ليس بكيفية تحقيق شيء مشابه لما نرى، فتحقيقه فكرة لا تخطر على عقولنا، بل بكيفية وصول فكرة مشابهة لما نرى لعقل بشري آخر مثلنا، وفي هذه النقطة، يضرب لنا Mark Zuckerberg مؤسس الشبكة الاجتماعية الأكبر على الإطلاق Facebook أروع أمثال الطموح والمثابرة لتحقيق حلم، ليس له وحده، وإنما للعالم.
Internet.org، المشروع الأكبر على مستوى العالم في مجال الاتصالات، والذي يطمح لتوصيل خدمة الإنترنت إلى باقي أنحاء الأرض الفقيرة التي لا تستطيع إلى حد هذه اللحظة التواصل عبر شبكة الأنترنت مثل باقي الدول، المشروع الذي دشنه Mark بمعاونة ستة شركات في عام 2013 هم Samsung وEricsson وMediaTek وNokia وOpera وQualcomm لتوصيل خدمة الإنترنت إلى الخمسة مليار إنسان الذين لا يستطيعون الولوج إليه. وبعد ثلاث سنوات من العمل الشاق والمستمر لتنفيذ المشروع العملاق بأسرع وقت.
بداية مشروع internet.org
كان المشروع قد تم إطلاق مراحله الأولى باتجاه 150 مليون مستخدم في أفريقيا وأمريكا اللاتينية يتضمنون ما يزيد عن ستة ملايين شخص يدخلون إلى الإنترنت كأول مرة لهم وقد قال Mark في لقاء سابق أنه قد سمع من خلالهم قصص مبهرة عن ما أحدثه دخول الإنترنت من تغيير في حياتهم، بعدها، وتحديداً في بداية هذا العام، انتقل المشروع لثاني مرحله له وكانت الهند حيث يتواجد مليار بني آدم يعيشون بدون إنترنت مما يعني نقص في الفرص التي يحصل عليها غيرهم بأفضلية امتلاكهم لامكانية دخولهم إلى الإنترنت وفقدان العالم لإبداعاتهم وأفكارهم التي لا تصل إلينا بسبب عدم اتصالنا بهم.
كان مشروع Internet.org قد لاقى انتقادات بعد إطلاقه في الهند، حيث عارض الكثيرين كون المشروع يرسخ أفكاراً ضد ما يُعرف بـ Net neutrality وهو المبدأ الذي يدعم المساواه بين كافة المواقع على شبكة الانترنت، فقالوا أنه لا يسمح بالولوج إلا للمواقع التي يحددها Facebook مما يعني تحديد قدرات المستخدم، إلا أن الموقع خرج إلينا نافياً هذه الادعاءات عبر بيان صحفي في مدونته الرسمية، وأكد على أن هدف البرنامج العمل بجانب أكبر عدد من مقدمي خدمة الاتصالات والمطورين لزيادة الفائدة التي تعود على المستخدمين.
بينما تكمن مشكلة تحديد المواقع في أن المشروع يُكلف الشركة المُشغلة له عشرات المليارات كل عام وكل ذلك بدون مقابل لتوفير الإنترنت المجاني وبهذا فتكون إتاحة كافة المواقع للمستخدمين شيئاً صعباً، ولكنه علق قائلاً أنه من الممكن تأسيس خدمات أساسية مجانية أكثر بساطة، واستخدام بيانات أقل والعمل على جميع الهواتف رخيصة الثمن.
كيف تستخدم الإنترنت المجاني؟
وقد تم الإعلان مُسبقاً عن كيفية استخدام خدمة الإنترنت المجاني حيث يستطيع أي أحد في الدول التي توفرت فيها الخدمة ببساطة الدخول إليها عن طريق استخدام تطبيقات أندرويد معينة وموقع Internet.org وتطبيق أندرويد الخاص بفيسبوك وكذلك متصفح أوبرا ميني. ومن الخدمات المتاح الدخول إليها في المشروع “موسوعة ويكيبيديا” وموقع “حقائق من أجل الحياة” والذي يديره صندوق الأمم المتحدة للطفولة “unicef” وموقع BBC الإخباري وفيسبوك و AccuWeather المتخصص بأخبار الطقس ومجموعة أخرى من المواقع المتخصصة بالأخبار المحلية والرياضية على حد سواء.
وكخطوة منه لتشجيع المطورين للانضمام للمشروع، يُتيح Facebook فرصة لهم للانضمام إلى ما يُعرف باسم منصة Internet.org وذلك باتباع ثلاثة معايير أساسية مُعلن عنها هي:
- يجب ألا يمتلئ المحتوى بالبيانات لتقليل التكلفة، ويُحظر تداول ملفات الفيديو والصور عالية الجودة أو ملفات الصوت أو أية ملفات من فئة Media.
- يجب أن يكون المحتوي قابل للتصفح عن طريق الهواتف رخيصة الثمن كما الهواتف الذكية، ولتضمن Facebook تحقيق ذلك، فقد تم منع استخدام لغة JavaScript أو بروتوكول الاتصالات الآمن “https” وغيرها من المنتجات غير المتوافقة مع كافة الأجهزة، وقد نال هذا البند انتقادات بسبب عدم إمكانية استخدام بروتوكول “https” لأن بهذه الطريقة ستتمكن شركات الاتصالات والحكومات من التجسس على البيانات بل وإن فيسبوك نفسها ستتمكن من تتبع المستخدمين.
- يجب على المطورين تشجيع اكتشاف الإنترنت على النطاق الأوسع إن أمكن لتشجيع المستخدمين على الدفع في نهاية المطاف من أجل الدخول إلى هذه المنصة
طائرة Aquila
منذ عام مضى كانت هناك محاولات من Facebook مع شركة صناعة الطائرات Titan Aerospace والمتخصصة في صناعة طائرات تعمل بدون طيار وبالطاقة الشمسية والتي بإمكانها كذلك التحليق بالقرب من مدار الأرض لخمس سنوات متتالية دون الحاجة للهبوط، وهي الصفقة التي قاربت 60 مليون دولار.
وأخيراً اليوم، يُعلن لنا Mark عن الطائرة Aquila العاملة بالطاقة الشمسية والتي ستقوم بنقل خدمة الإنترنت في العالم عبر شعاع الليزر الذي وإلى حد هذه اللحظة أصبح قادراً على نقل الأنترنت بسرعة تعادل 10 جيجابايت في الثانية الواحدة وهي تساوي عشرة أضعاف سرعة النظام القديم وهي قادرة على توصيل الإنترنت عبر أكثر من عشرة أميال، وقد صُممت الطائرة في الولايات المتحدة لتكون قادرة على التحليق على ارتفاع 90 ألف قدم لمدة 90 يوم متواصلة، وسيتم اختبارها في الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
وكانت Facebook في وقت سابق وبالتحديد في دولة زامبيا التي بدأ إطلاق المشروع فيها لأول مرة قد قامت بعمل تطبيق تحت اسم Internet.org خاص بالمبادرة لإتاحة تصفح مواقع الإنترنت مجاناً بالتعاون مع موفرة خدمة الاتصال Airtel والتي توفر للمستخدمين الوصول إلى مواقع مثل Google وFacebook وWikipedia وغيرهم، بالإضافة إلى توفيره لمجموعة من المعلومات والنصائح الصحية وكذلك التوقعات الجوية مع ميزة الإعلام بالوظائف المتوفرة داخل الدولة.
مشروع Internet.org يُعد مبادرة منافسة لمشروع جوجل الأسبق صاحب الهدف نفسه المُسمي بـ Project loon والذي تم تدشينه عام 2008 ويهدف أيضاً إلى إيصال خدمة الإنترنت لكافة أنحاء العالم مجاناً أو بأقل التكاليف بالتعاون مع الشركات موفرة خدمة الاتصالات في كل دولة، كما أنه جزء من خطة Mark لتوفير الأنترنت للدول النامية والتي بدأها بعمل موقع Facebook Zero وكذلك مشاركة ويكيبيديا بموقع Wikipedia Zero لجعل الولوج إلى الإنترنت متوفراً ومجانياً لكافة البشر في جميع أنحاء العالم وهو ما يطمح إليه Mark والشركات المعاونة له.
تعليقات
إرسال تعليق
نحن سعداء بتفاعلك معنا سيتم الرد على سؤالك في أقرب وقت ممكن